مفاوضات الكراسي المقلوبة
تمر الإدارة الأمريكية بأزمة حقيقية ناتجة عن الوضع الصعب للقضية الفلسطينية. ومهما تحدث الإعلام الأمريكي عن أن ملف القضية الفلسطينية على طاولة النقاش اليومي في البيت الأبيض ومهما تقل الإدارة الامريكية الحالية أنها قدمت لإسرائيل ما لم تقدمه أي إدارة أمريكية سابقة. ومها قالت حكومة تل أبيب أن الاستيطان خلال عام 2011 حطم كل الأرقام القياسية الشارونية. فإن الشارع الفلسطيني والإسرائيلي يقول أن الوضع أسوأ مما كان عليه عام 2002.
إن فشل مفاوضات كامب ديفيد الثانية وما تبعها من انتهاك الجيش الاسرائيلي – وعلى رأسه شارون- حرمة المسجد الأقصى مما نتج عنه ردة فعل طبيعية ممثلة بانتفاضة الأقصى.
أن الوضع الاقتصادي في إسرائيل وفلسطين على حد سواء مهدد بالانهيار التام. فبينما تنهار كل المشاريع الترميمية للاقتصاد الاسرائيلي لدعم الاستيطان وكذلك سياسات حكومة سلام فياض بالاقتصاد المقاوم على الطريقة الأمريكية مسببة ارتفاع الأسعار بشكل جنوني مع ارتفاع نسبة البطالة بشكل مرعب.
يقول الشارع الإسرائيلي والفلسطيني ، أن شارون وعرفات كانوا أفضل بكثير من أستاذه التكنوقراط
أن استطلاعات الرأي تقول للعالم: الفلسطيني يقبل بكل شيء لأنه لا يؤمن بأنه قادر على أي شيء وكذلك الأمر بالنسبة للإسرائيليين الذين أصبحوا ينافسوا العمال الفلسطينيين بالأجور الرخيصة والنوم بالعراء.
أن أغلب استطلاعات الرأي الداعمة للتسوية غير مبنية على بناء الثقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بل أن الشارع الفلسطيني والإسرائيلي فقدوا الثقة بالقيادة السياسية الحالية وعلى رأسها الرئيس الأمريكي.
لقد أتحفتنا مراكز الأبحاث والدراسات والاستطلاعات بالعديد من استطلاعات الرأي التي كانت بمجملها تقول ستعود المفاوضات دون شروط لتتفق على فرض ضرائب إضافية على الشارع الفلسطيني والإسرائيلي. ومهما كان التعايش مفروض علينا فسيبقى الاقتصاد الاسرائيلي كله يعمل من اجل المستوطنات وأفقر فقراء اسرائيل يفضلوا العيش على أرصفة تل أبيب ولا يذهبوا للمستوطنات وبالمقابل كل الحديث عن دعم الحوار والتعايش بين شعوب تجلس على كراسي مقلوبة ويترحموا على ما كانوا يرفضونه من عشرة أعوام.
تسابق تحطيم الأسعار بين أغلى شقة برام الله وتل أبيب . تحطيم الأرقام القياسية بحالات الانتحار بين الضفة واسرائيل. والغضب الكامل من الرئيس المبجل أوباما.
المضحك أن الفلسطينيين يقولوا أن سلطة رام الله ألعوبة بيد أوباما والإسرائيليين يقولون أن الحكومة الاسرائيلية ألعوبة بيد أوباما. ويتجمع الفلسطينيين والإسرائيليين بأن المعارضة في بلديهما تلهث خلف أوباما. أما أوباما فيقول أمريكا تحيا على كوارث شعوب العالم بما فيها الشعب الأمريكي في وصفه لسياسات جورج بوش .
خالد غنام أبو عدنان
ولدت لاجئاً وأحيا مهاجراً
14/1/2012