مقال بعنوان: تراثيات فلسطين يوم المولد المجيد
المسلم والمسيحي اتّحادهم قوي ومنيع.. الدين والمذهب لله أمّا الوطن للجميع.. رايتنا راية عربية من إسلام ومسيحية.. غايتنا وحدة قومية مطلبنا مجد وحرية ( الزجال الفلسطيني نوح ابراهيم/ من شهداء ثورة 1936-1939).
التسامح الديني في الأرض المقدسة فلسطين جعل التراث الديني مشترك للمجتمع وخصوصاً الغالبية الإسلامية المعتدلة والأرثوذكسية المسيحية، فمظاهر الاحتفال الديني تشتمل على حمل جريد النخيل، الشجرة المباركة للجميع، وإشعال النيران ابتهالا بالنور المبعوث من السماء وهو أيضا دعوة للفقراء حتى يأتوا لأخذ العيدية، وهي بالغالب عينية أقدمها البيض المسلوق والمعمول والكعك ثم جاءت نمورة الحلبة والكنافة النابلسية لمن استطاع إليها سبيلا، فهي غالية الثمن منذ القدم! أما عيدية الأهل فهي نقد مالي ثم تحولت حديثاً للهدايا تقليدا لأوروبا التي ابدعت تقديم هدية خاصة لكل فرد بالعائلة يفتحها بعد وليمة الميلاد.
أما أساس العيد فهو صلة الأرحام وزيارة الولايا فهو مشاوير مباركة تصلنا بمفاهيم الأسرة الكبيرة وعدم الانحسار بإطار العائلة الصغيرة، هذه المشاوير تحضّر لها البنات الكثير لاستقبال أهلها في بيت زوجها وهذا يوم سعدها فتقوم بصنع ما لذ وطاب وتتزين وتتطيب، كما تحرص أن يكون بيتها مرتب ومبخر وتلبس أطفالها زي العيد وتحرص على وجودهم أثناء الزيارة. أما وليمة العيد فهي خاصة بالعائلة الصغيرة ليتجمعوا ويشكروا الرب ويتناولوا ما لذ وطاب من الحبش المحشي ومسخن الدجاج أو الزغاليل في تراثيات أكل الطيور المرتبطة بتاريخ يوم الميلاد. للمرة الأولى منذ 457 عاماً، سيتزامن عيد المولد النبوي مع عيد ميلاد المسيح، لتزيد بركة هذا اليوم وتعم الفرحة لكل الأمة العربية ويترطب لسانها بذكر الله وبعثه الرسل والنبيين لهداية الناس لطريق النور والمحبة.
يرتبط عيد ميلاد المسيح عليه السلام بفلسطين وزيارتها وتؤكد جميع المصادر التاريخية أن الحج المسيحي وإحياء عيد الميلاد في بيت لحم يعد ثاني مصدر دخل للاقتصاد الفلسطيني بعد زيت الزيتون، إلا أن شكلية الاحتفال بعيد الميلاد تتغير بشكل متسارع، حيث أن مظاهر التغيير ليست بسبب اختلاف الطوائف الدينية فحسب بل من صرعات الشركات التي تطرح موضة جديدة كل عام في موسم تجاري دولي يكلّف العالم أكثر 80 مليار دولار تشمل الألعاب النارية وتزيين شجرة الميلاد ونشاطات سانتا كلوز وسينما ومسرح وأغاني كلها تنشد لنجمة أنارت سماء بيت لحم لتزف بشارة الميلاد. ولعل الكثير يستفسر ما هو تاريخ عيد الميلاد وما علاقة الشجرة بالميلاد ومن هو سانتا؟
يُحي المسيحيون في فلسطين أٌقدم عيد مسيحي في ذكرى القديسة البربارة يوم 4/12/100م من كل عام فهي شهيدة رفضت أن تكفر بالمسيحية في زمن كانت المسيحية دين ممنوع بالإمبراطورية الرومانية، وهي من القلة القليلة التي رفضت أن يكون معتقدها سري. في عيد البربارة يلبس الأطفال الأزياء التنكرية ويطلبون من الجيران حلوى البربارة وهي سكريات ولوز مع الدبس أو أي حلوى متوفر عندهم. وكان الأطفال يغنوا بالحارات: القديسة البربارة عند الرب مختارة.. نالت كرامة عند الله لتشفع للنصارى.
أما 25 ديسمبر هو يوم مقدّس في الديانات القديمة عامة من البوذية والزرادشتية والهندوسية والفرعونية والرومانية والإغريقية و الجرمانية و السلتونية والطوطمية المكسيكية وأيضا الكنعانية والأكادية والحميرية فهو يوم الانقلاب الشمسي وعيد ميلاد إله الشمس بأشكاله المتعددة بالأديان.
أما الرواية عند المسيحية تبدأ مع الإمبراطور قسطنطين أول من وضع قانون حرية التعبد لجميع المذاهب والمعتقدات معلناً نهاية القتل باسم الدين ضمن إعلان براءة ميلان الشهير وهو نهاية الانتماء السري للمسيحية حيث سُمح لهم بممارسة طقوسهم وإقامة معابدهم. وهذا ما جعل كنيسة روما تمنحه لقب قديس رغم أنه لم يعلن أنه مسيحي، بل اكتفى بالقول أنا أعبد إله السماء، ساعياً للحفاظ على إنجازه التاريخي في صنع التعايش السلمي بين الأديان، ومحاولا صنع دين عالمي يجمع كل الأديان تحت راية واحدة فكرّس جهده لدمج عبادة الشمس وإله ميثرا مع روايات الدين المسيحي، اعتمادا على الفليسوف أفلوطين الأسكندراني في فلسفة التعبد عن طريق دمج المعتقد الديني بالتفكير العقلي حيث توصل أفلوطين إلي استنتاج منطقي أن هذا الكون له خالق واحد هو إله الخير المطلق وأن الانسان يعيش بثلاث دوائر متصارعة وهي العقل والنفس الحائرة ومحبة إله الخير مشكلة الثالوث المشترك بكل الأديان القديمة.
فأولى الإمبراطور قسطنطين ذكر النور والشمس في الإنجيل اهتمام كبيرمثل ذكرها في يوحنا:” أنا نور العالم”(يوحنا 12:8). وقال: ” آمنوا بالنور ما دام لكم النور، فتكونوا أبناء النور”(يوحنا 12: 36). ساعيا لخلق عامل مشترك بين الديانتين الرئيسيتين في البلاد، ومنها إقرار عطلة يوم الأحد فهو يوم راحة وعبادة عن عبدة الشمس وكذلك يوم 25 ديسمبر يعد هو يوم ميلاد ميثرا إله الشمس. وبعد وفاة قسطنطين بعشرين عاما، أقر البابا ليبيريوس في عام 353م يوم 25 ديسمبر باعتباره التاريخ المعتمد لميلاد المسيح عليه السلام!
أما اختلاف الاحتفال بالعيد المجيد فيعود للاختلاف التقويم السنوي بين الكنائس المسيحية لكنه بالحسابات كلها يعتبر الاحتفال الرسمي الأول يوم 25/12/353م لكنه تحرّك بفعل عدم تطابق عدد أيام السنة في التقاويم الثلاث، إلي حين توحيد التعامل مع التقويم الشمسي الذي أقرته روما عام 139م. فجاء الميلاد عند الكاثوليك والبروستانت مطابق 25/12 بينما الأقباط والسريان واليونان يعتبرونه يوم 6/1 أما الأرمن الأرثوذكسية فهو 19/1. دون تقليل من شأن أن المسيح عليه السلام وُلد في فصل الربيع، حيث الأرض خضراء والأغنام بالمراعي والسماء صافية تساعد التجار بالتنقل والترحال كما هو موصوف بالأنجيل.
كما أن 6/1 يسمى عيد الغطّاس وهو يوم تعميد المسيح عليه السلام بنهر الأردن على يد يحيى عليه السلام، وله طقوس تراثية في فلسطين مثل إشعال النيران قبله بيوم وإقامة الصلوات والتهاليل الدينية مع توزيع الحلويات المقلية مثل العوامة والزلابية وأيضا صفايح اللحمة ولبس اللون الأبيض والذهاب للغطس بنهر الأردن أو الشريعة على حسب التسمية المسيحية، فالتعميد بذلك اليوم يزيل الذنوب وباب السماء مفتوحة للغفران. كما المثل الشعبي يقول: لا تسافر عن البلاد بين الغطاس والميلاد. أي نال بركة والغفران فهي أيام مجيدة.
إلا أن عيد الميلاد المجيد يعتبر عيد يجمع أواصل الأسرة وهو يوم التسامح والتصالح مع ذوي القربى وله قيمة عالية في ترسيخ الترابط الاجتماعي ودور الأسرة في حياة الانسان لذا فهو يوم عطلة رسمية في بلاد عديدة، وعادة يتبع العيد المجيد يوم العطف على فقراء المسمى بيوم توزيع الطرود – يوم البوكسن- حيث توضع فيه بقايا طعام وليمة الكريسمس إلا أن العديد من الناس تشتري طرود جاهزة فيها مونة شتوية وألبسة للأطفال وتوزعها على الفقراء. وفي العيد المجيد تغلق الخمارات والأندية الليلية بل أن العديد يفضل عدم تناول الخمر بهذا اليوم خصوصا النساء، حيث كان الخمر محرم عليهن في كنيسة روما القديمة، بل أن عقوبتهن إذا شربن هو الجلد حتى الموت، أما مسألة أن النبيذ هو دم المسيح فهذا خلط لما ورد في ديانة عبادة الشمس حيث أن النبيذ الشيرازي هو دم ميثرا الحي الذي لا يموت، مهما قيل عن العيد المجيد فهو يوم للبركة وصلة الرحم. أما الاحتفالات برأس السنة الشمسية الميلادية فهي بقايا تقاليد وعادات عبادة الشمس التي تؤمن أن الحظ يوزع على الناس ليلة رأس السنة مما يجعل الكثير يبالغ بلعب القمار والبحث عن حبيب جديد في هذه الليلة، وهذه الاحتفالات ليس لها أي رابط بالدين المسيحي بل أن الدول تعتبرها موسم سياحي يدر الكثير من الأرباح، بل يعتبر أهم يوم في اقتصاديات الاستهلاك الغربي.
في الرابع ميلادي بدأ القسيس سان نيكولاس بحملات توزيع الهدايا على الفقراء في منطقة موريا التركية بطريقة سرية، رغم أن تقليد توزيع الهدايا على الفقراء بشكل علني كانت تقليد معروف قبله، إلا أن فكرته لاقت استحسان الكنائس التي سارت على خطاه حتى منتصف القرن السادس عشر ميلادي، لكن المنافسة بين الكنائس المسيحية جعلها تعود للعلانية لحين ابتكار شخصية محددة لكل كنيسة فكان أب الكريسمس في بريطانيا وبابا نويل في فرنسا وكريس كند في ألمانيا ولكل بلد لها شخصية مختلفة. لكنهم جميعا كانوا يحملون ملابس للأطفال ومونة شتوية ولحوم مجففة كما كانوا يرتدون اللون الأبيض مع الأرجواني أو الأسود والأصفر على حسب الطقس الكنسي، وفي عام 1931 ظهر زي سانتا كلوز ضمن دعاية شركة كوكا كولا الجامع للونين الأحمر والأبيض.
أما نجمة بيت لحم فهي ليست واحدة بل اثنتان وهما ليستا نجمتان بل هما كوكبان الزهرة والمشتري، ويظهران بالسماء الغربية في فلسطين بلون أحمر ولكن بتواريخ مختلفة، إلا أن ظهورهما معاً كان دليلا على ميلاد شخص عظيم كما كان يعتقد المجوس، وهو ما يؤكده الإنجيل أن المجوس عرفوا مولد المسيح عليه السلام بواسطة معرفتهم بالتنجيم، وهذا سبب وضع نجمة حمراء فوق شجرة الميلاد، لكن الدراسات الفلكية تؤكد أن حسابات التقاء المشتري مع الزهرة لا لم تحدث في عام الميلاد لكنها حدثت قبله بعامين يوم 19/6 ثم مرة أخرى بعد عام الميلاد بسبع سنوات يوم 12/8. وآخر ظهور لهما معا كان يوم 8/3/2012م.
أما موقع كنيسة المهد فقد حددته أم الإمبراطور قسطنطين عام 326م وهي نفسها القديسة هيلانة التي بحثت بالروايات الثلاث أن بيت لحم تقع في جبل لبنان أو على سفح جبل الكرمل قرب مدينة حيفا أو في يهوذا، فقررت أنها بيت لحم اليهودية أي مدينة يهوذا استنادا للمعلومات التي توفرت لها وهو المكان المعروف حالياً دون أن نقلل من حجم الدراسات التي مازالت تشكك بصحة مكان ميلاد المسيح عليه السلام. وهذا التضارب يأتي على عيد الصليب أيضاً حيث يعتبره البعض يوم عثور القديسة هيلانة على الصليب الذي يعتقد أن المسيح عليه السلام صلب عليه، بينما يرى البعض الآخر أنه يوم انتصر هرقل على الفرس وأعاد الصليب لمكانه.
الشجر دائم الخضرة كان له قداسة واحتفالات في الأديان القديمة، على اعتبارها تبقى خضراء رغم غياب الشمس في فترة الشتاء، بل أن هناك أديان تعتبرها إله الخصب والزراعة في بلاد الأغريق والهند وأمريكا الجنوبية، أما دخولها الاحتفالي إلي مظاهر عيد الميلاد فجاء من بلدية مدينة تالين في استونيا عام 1441م التي استمرت بهذا التقليد السنوي، وأخذت هذه الصرعة تلقى رواجاً في شرق أوروبا حتى بدأ تدخل المدن الكبرى مثل ريجا في جمهورية لاتيفيا عام 1510م، ثم أخذت تتوسع لوسط وشمال أوروبا ثم غربها إلا أنها انتظرت حتى عام 1835م لتصل لمدينة لندن. أما شجرة الميلاد في بيت لحم لا يذكرها التاريخ العثماني، لكنها بدأت بالظهور في عام 1921م.
يروي علامة التراث الشعبي العربي اللبناني سلام راسي ” في تشرين ثاني عام 1898 زار القدس –قاصداً أداء الحج المسيحي- الإمبراطور الألماني غليوم، فاستقبله وفد من مطارنة الطوائف المسيحية ورفعوا له مظالهم بعدم عدالة الحكم العثماني وأنهم مواطنون درجة ثانية يتعرضوا للإهانة بسبب معتقدهم، وأنه حليف الخليفة العثماني وقادر على التوسط لهم! فأجابهم الإمبراطور غليوم: أمامكم ثلاثة حلول: إمّا أن ترحلوا عن هذه البلاد، وإمّا أن تقبلوا بالأمر الواقع، وإمّا أن تصيروا مسلمين! وسجّل الزجّال اللبناني فرج الله بيضا سخط المسيحيين عليه بالزجل التالي: ماتوا صحاب النخا، والجود مالو بالوجود وجود.. يا حج غليوم يا سلطان عرس ألمان مِنّ وجود.. وضوّي بقبر المسيح شمعة أمل للمؤمنين وجود..
لكن قدوم البريطانيين لم يجلب السعادة للمسيحيين بل أنهم كانوا ومازالوا جزء من الثورة ضد المشروع الصهيوني ونذكر هذه الأغنية الساخرة في مطلع العشرينيات من القرن الماضي: طلع ياما أصعب نصُّه تلغراف سان ريمو واللّي يقول ما يخُصُّه ربنّا لا يعينه.. لا تقول مسيحي ومسلم مادام باعونا.. كيف بُكره نسلّم للّي اشترونا.. كلمة (شالوم) يا خونا راح يجبرونا.. وكمان (ماشلومخا) يا ربّي تفرجها علينا ( الفنان الموسيقار الفلسطيني واصف جوهرية 1897-1972)
أما الاحتفال بالمولد النبوي بدأ في العصر الفاطمي في القاهرة، ودخل مدينة القدس في عهد صلاح الدين الأيوبي، حيث سمح للفرق الصوفية باحتفال بالمولد النبوي في باحات المسجد الأقصى وأيضا توزيع حلوى الفقراء أي نمورة الحلبة أما الكنافة فكانت غالية ولطبقة خاصة من المجتمع ولما قدمت لصلاح الدين رفضها وطلب أن يشرب حلبة ساخنة أو شاي الحلبة وهو تقليد مازال البعض يعتبره جزء من الاحتفال بالمولد النبوي، إلا أن تحرير القدس على يد صلاح الدين يصادف ذكرى الإسراء والمعراج وقد يكون صلاح الدين مع الجيش المحاصر لعكا بوقت المولد النبوي! كما أن صلاح الدين حارب الفاطمين وقطع بدعهم الاحتفالية! إلا أن الرحالة الروس الذي زاروا القدس بعد تحريرها بعشرة سنوات ذكروا الاحتفال بالمولد النبوي واستهجنوا وجود المراجيح داخل باحات الأقصى، لكنهم أحبوا شاي الحلبة أكثر من حلواها.
المولد النبوي هو أقل من عيد وأكثر من يوم عادي بالنسبة للمسلمين في فلسطين، فهو يوم مبارك تكثر به الدروس الدينية وتوزيع الأكل على الفقراء ولكن تبقى نمورة الحلبة جزء مهم من تراثيات ذلك اليوم، وخصوصا أن باقي التراثيات اختفت فلا لبس الأخضر هي زي الأطفال ولا عيونهم مكحلة ولا هو يوم لتهاليل والأناشيد الدينية التي كان يرددها أجدادنا : طه يا حبيبي سلام عليك.. يا مسكي وطيبي سلام عليك.. يا عون الغريب سلام عليك.. أحمد يا محمد سلام عليك. وفي نابلس تجلب شعرات الرسول صلى الله عليه وسلم ويتم التبرك فيها للعوام أما في قضية زيارة قبور الأولياء وتبرك فيها فتعود لعصر قلة التعليم في بلادنا وكانت زيارة قبور الأولياء اعترافا لمجهوداتهم في تعليم العوام الدين بل أنهم كانوا المصدر الوحيد للتعليم الديني في العهد العثماني، وتبقى قضايا الاحتفال بالمولد النبوي لا تحظى بإجماع ديني فهي ما بين البدعة الحسنة والتحريم المطلق إلا أن التراث الشعبي يذكره باعتباره يوم للبركة ودفع الصدقات.
في العهد العثماني كان الاحتفال الرسمي للمولد النبوي في مسجد الجزار في مدينة عكا وهناك كان يقيم مندوب الخليفة وليمة كبيرة للأعيان والوجهاء القادمين لسماع المنشدين بالموالد والأوارد وتلاوة سورة محمد صلى الله عليه وسلم. وكان يقدم لهم الخراف المحشية والحبش المشوي مع ما لذ وطاب من الأكل العثماني الشهير وأيضاً يعطيهم بقجة الغلبان أو مطبقانية السلطان ، بقجة الغلبان فهي عبارة عن سمن ودقيق وحمص وعدس وهي شكل من الطرود السلطانية للفقراء يتعفف عنها علية القوم لكنهم كانوا يحملونها بأمر من السلطان لتوزيعها على الفقراء بنواحي سكنهم. أما مطبقانية السلطان فهي عبارة عن حلويات من السكاكر والمكسرات والفواكة المجففة توضع في علبة مزينة، فهي قريبة من بالبستريني التي تأتي بشكل كيس مزركش يحوي على جوز ولوز وصنوبر وملبس وحلقوم وكستنا، كهدية تذكارية للعائلات المسيحية في صباح أول يوم في السنة الميلادية.
التعايس الإسلامي المسيحي في فلسطين عريق في التاريخ ومتشعب في مدخلاته التراثية لكنه الدليل الدامغ على أهلية هذا الشعب أن يكون المرابط العتيق في الأرض المقدسة يخدم حجاجها ويحمي مقدساتها ويرفض التعصب الديني الصهيوني.
خالد أبو عدنان
ولدت لاجئا وأحيا مهاجرا
25/12/2015