رسالة إلى زعماء العالم: أوقفوا العدوان على غزة
- الأبحاث
- رسالة إلى زعماء العالم: أوقفوا العدوان على غزة

شارك البحث:
إننا نفقد جزءاً غالياً منّا كل يوم، وبركة الدم تتسع وتحصد المزيد من أرواح المدنيين العُزَّل، ويكون علينا واجباً أخلاقياً بأن نساهم في إنقاذ استمرار الحياة في قطاع غزة الحبيب. من الطبيعي أننا نظمنا آلاف من الفعاليات المنددة بالعدوان الصهيوني الغاشم على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وبدرجة أقل بالضفة الغربية والقدس الشرقية: شملت هذه الفعاليات المظاهرات الصاخبة ذات الهتافات الغاضبة على سكوت العالم دون تقديم يد العون للشعب الفلسطيني الأعزل، وكذلك الندوات والمحاضرات التي تشرح جرائم الاحتلال وبشاعة العدوان، وأيضاً صناعة أفلام وثائقية وأغاني ثورية وتصاميم إبداعية بالأزياء والمأكولات التي تعبر عن معاناة الشعب الفلسطيني وتضامن أنصار الشعب الفلسطيني معهم. كما أن جمع التبرعات وإرسالها إلى المؤسسات والأهالي في قطاع غزة كان أحد دعائم الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني. بالأضافة إلى الدعاء الروحاني ليقف الله مع الشعب الفلسطيني ويثبت أقدامهم، وعلى الرغم من أن الشعب الفلسطيني مسلم بالغالبية العظمى مما جعل كل مساجد العالم تعدوا الله ليخفف عنهم ويفرّج كربهم. كما أن الجماعات الدينية أخرى أقامت الصلوات من أجل السلام ودعاء لتخفيف عذابات الشعب الفلسطيني ومن أخواتنا بالانسانية من المسيحيين واليهود والبوذيين والشعوب الأصلية في استراليا وأمريكا اللاتينية. كما تمت كتابة المئات من المقالات والدراسات عن غطرسة الآلة العسكرية الصهيونية ضد المدنيين، وتم مناقشة إجراءات التي يجب اتخاذها مع أعضاء المجالس اليلدية والبرلمانية ومسؤولي الحكومة. وكذلك منظمات حقوق الانسان والخدمات الطبية والإغاثية، وتم كتاب العرئض وجمع التواقيع وإرسالها إلى الأطر السياسية في البلاد. للأسف فإن الحرب مازالت مستمرة، مما جعل البعض يعطي تقييم سلبي للديموقراطية وقدرة الشعوب على تغيير القرار السياسي خاصة بالدول الغربية، مما جعل معدلات المشاركة بالمظاهرات تهبط بشكل مخيف، وكذلك نسبة المشاركة بحملات جمع التبرعات وغيرها من الفعاليات التي تشكل السند الداعم لأهلنا في قطاع غزة الحيبب. وبينما أننا مستمرون بالمشاركة بكافة الفعاليات الداعمة لفلسطين، فإننا نقرأ تجارب الشعوب ونتعلم منها الدروس، وأيضاً نعيد قراءة التاريخ الفلسطيني لنبحث عن أفكار إبداعية يمكن إعادة استخدامها من أجل وقف الحرب على شعبنا. ومن أجل هذا قرأت كتاب وثائق الحركة الوطنية الفلسطينية 1918-1939: من أوراق أكرم زعيتر من إصدار مؤسسة الدراسات الفلسطينية عام 1984. وهو يعد من أهم مصادر الوثائق الفلسطينية في مرحلة الانتداب البريطاني على فلسطين. هذه الوثائق مرتبة حسب التسلسل التاريخي. وهي تغطي أيضاً فترة الحكم العسكري البريطاني 1918-1922 وهي من أكثر الفترات التاريخية تعقيداً حيث أن مصادر المعلومات شحيحة. لعل أكثر ما لفت نظري في تلك الحقبة نشاط الجاليات الفلسطينية في دول أمريكا اللاتينية والولايات المتحدة الأمريكية، فهم قد خرجوا بمظاهرات وأقاموا الندوات ورفعوا العرائض داخل بلادهم منذ عام 1919 حسب ما هو مثبت في هذه الوثائق، وقد يكون هناك وثائق أخرى لم أطلع عليها بعد، لكنهم لك يكتفوا بهذه الفعاليات المحلية، بل أنهم وجودوا أن عليهم دزر أكبر من ذلك، وعلى الرغم من بطئ تقنيات التواصل في تلك الفترة، حيث كانت تقتصر على البرقيات والرسائل البريدية إلا أنهم استخدموا بكثافة. فنجد أن الجالية الفلسطينية في السلفادور بعث برقيات للعديد من الملوك والرؤساء والشخصيات الاعتبارية الدينية. الوثيقة رقم 9: الجالية الفلسطينية في سان سلفادور – صفحات رقم 8 -11 ونجد الجالية الفلسطينية في نيويورك شرح خطورة المشروع الصهيوني وأنه مخالف للعدالة ويتنافى مع النصوص الدينية المسيحية ويجمعوا ما قاله معارضو المشروع الصهيوني في كتيب وأرسلونه إلى كل الشخصيات الهامة في الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا الغربية. الوثيقة رقم 99: الجمعية فلسطين القومية في نيويورك – صفحات رقم: 196 – 199 وأما الجالية الفلسطينية في تشيلي فهي أرسل خطاباً للوفد الفلسطيني المشارك في مؤتمر لندن تدعمه وتسانده وتطلب من الدول الغربية أن تتعامل مع هذا الوفد بأنه ممثل لكل الفلسطينيين وتساعد الوفد على تحقيق أهدافه. الوثيقة رقم 151: برقية من الجمعية الفلسطينية في تشيلي الى الوفد العربي الفلسطيني في لندن – صفحة رقم 306 أضع لكم نسخة ترجمتها لهذه الوثائق وكذلك النص الأصلي باللغة الإنجليزية ومن هنا أدعو كل الجمعيات والأفراد من أبناء الجالية الفلسطينية والجاليات العربية والإسلامية وكذلك الحركات اليسارية وجمعيات السكان الأصليين ومنظمات الدفاع عن حقوق الانسان والمؤسسات الدينية والشخصيات الاعتبارية بأن ترسلوا برقية قصيرة جداً لزعماء العالم، لكل شخصية تراها قادرة على إيقاف الحرب علينا أن نرسل له رسالة قصيرة.