تَجَهَّلّْ

شارك المقال:

تَجَهَّلّْ

تَجَهَّلّْ، فَجَهّْلُ الجَّاهِلونَ جَهَالَةً، تَجَوَّلُ فِي الّْمَجْهُولِ لِتَقْرَأْنِي، فَلاَ هِيَ مُجَاهِلَتِي، وَلاَ جَهْلُهُا أَجْهَلَنِي، يَا مَجْهَلةٌ تَجَاهَلَتْ جَهْلَهَا، فَحَسِبَتْ أَنَّهَا جَهَّلَتْنِي، مِنّْ كُثّْرِ تَجَاهُلِي لِجَهّْلِهَا.

أعلن احتجاجي ضد قرارك الفردي، هناك حلول وسطية أسهر بكثير، تستطيعِ أن تعاملينني كيفما ترغبين، وأنا أعاملك كما أرغب، أنتِ صديقة رائعة لكن شعوري اتجاهك أقوى من صداقة، وأنا بالنسبة لكِ أكثر من صديق، قد أكون صديق مقرّب جداً، لماذا نخسر بعضنا من أجل عنادك لتحديد شكل العلاقة بيننا؟ نحن على علاقة وهذا يكفي، دعيها تذهب بنا لكل المرافئ، فأنا أقبل كل شيء مادمت على علاقة معك.

أحمد شوقي: قف دون رأيك في الحياة مجاهداً * إن الحياة عقيدة وجهاد.

ابراهيم طوقان: فرحتي يوم أراها * جنتي نار هواها * جنة الحسن لديها * طيبها وقف عليها * وردها في وجنتيها * ثمل من مقلتيها * هي ريحانة قلبي * ليتها كانت قربي.

شبح ديكارت هو منطق الجاذبية الكونية القادر على تغيير المستحيل، فالشجرة تحزن والعدو يصبح حبيب وأكثر من هذا يتغير الانسان بتأثير محيطه، ليصبح مناقد لما كان من قبل، هي طاقة حثية تدخل العقل كالشعاع الصاعق بأمر القلب.

هناك أشياء تقهرني ولا أعرف إلا التعايش معها، وإلحقيقة أنها ستقهرني باستمرار، هذه علاقتي برباط حذائي، فلا أحب الحذاء بلا رباط، ولا أعرف الحفاظ على الرباط معقوداً.

الحمد لله جسدي غير معلول وكل علتي نفسي، ترهقها هموم النفوس التي تناظر نفسي.

ابن الفارط: يا مليح اللمى وحلو التثني * وجميلاً جماله قد فتني * أي ذنب جرى فديتك مني * ما الذي أوجب انقطاعك عني * أدلالاً هجرتني أم ملالاً؟ * أم صدوداً أم قسوة أم تجني؟ * لا تبلغ أعداي فيّ مناهم * أنت قصدي وأنت كل التمني * بالصفا بالوفا بليلةِ أنسِ * كنت فيها من غير وعدٍ تزورني * إن تكن ظالماً فعنّك عفا الله * أو أكن ظالماً فعفوك عني !

لي حبيب أزور في الخلوات * حاضر غائب عن اللحظات * ما تراني أصغي إليه بسري * كي أعي ما يقولُ من كلمات؟ * كلمات من غير شكل ولا نطق * ولا مثل نغمة الأصوات * فكأني مخاطب كنت أياه * على خاطري بذاتي لذاتي * حاضر غائب قريب بعيد * وهو لم تحوه رسوم الصفات * هو أدنى من الضمير إلى الوهم * وأخفى من لائح الخطرات.

الحب تعذيب هذب هدب فؤادي هيهات أداري

عادني صوتها الطرب، أرقص جنونها القلب، تعالى شذّْيها، فشادني شداها، ابتلاء يوجع، كلماتها اللاتي جرحن مسمعي، من بُلبُل بَلْبَلها بآهات العشق، تتلوى تلاوة المتجهد، تعالي لي ولا تتعالي إلا بي، غناؤك مَطْرَب الفؤاد، يا ترنيمة السهام، ومَبْسم الهيام، أحبك أن تغني، فيرقص كل ما بي.

يا شوقي إهدأ، دعها تبدأ، لك الذكريات ملجأ، أنت تقتل المبدأ، فأين لي مخبأ، يا شوقي إهدأ.

أحبك لتغضبي ويثور دمك، فأنا أحبك بغضب أَسِرَ قلبي وأطْرَب! ثم هي تغضب! حبيبتي لم أختر الحب، لكنني أطرب لغضبه، الحب غضب على غضب! فأغضبي وأنا سأغضب، وأطرب لأنك حبيبتي بغضب.

قالت أرفض أن تحبني، ولا أن تصادقني، أنت علامة استفهامي العنيدة، معك أضحك وأبكي من كل قلبي، أيها القريب المستثنى، الغير مصنّف بين من حولي، لك اشتياقي في ليلي ونهاري، ولكن لا تحبني، أنت أنت وستبقى لي كما أنت، مجرد من الوصف، عزيز على النسيان، خصامك عتاب ووصالك دلال، فما أجمل أن تبقى أنت أنت.

لا تكفر بي، فأنا أعاتب ولا أخاصم، أعشق كلامك، وأعرف ملامك، فإشرب نخب التسامح وانتشِ، فأنت لست ملاكاً يكبت الشر، ولا شيطان يرقص فوق النكد، هي حواراتنا المفتوحة، نتصارح، نتباطح، فلا غالب ولا مغلوب، كلامي من القلب للقلب، أشتاق لك، بكل ألوانك، أشتاق لفرحك القرمزي، وحزنك النيلي، ومصارعاتك الكلامية الرمادية، شوك الورد غضبك، أنت تغضب تسامح لتتلون جمالاً فوق جمالك.

سماحك سماحة تمسح عتابك، أنا لست برئ الخطايا وأنت ملك العطايا، تعلمت منك: أن أهادن المختلف بيننا، دون أن أداهن المتخلف داخلنا، يا جمرة الحب تلوني، فحبيبة قلبي تامرك: أن لا تحبها، إلا ليتها تعلم أن الحب هيام يروي عشقي وألم يكوي نومي، لم أختر أن أحب بل هو قدري، وما أصعب أن لا تقدر على قدرك، ولأنني أحبك بجنون، لن أقول لك أحبك، حتى لا تغضبِ!

تخيلي أننا معاً، عينان: لا ترمشان، لا تدمعان لا تفرحان إلا معاً، دونما أن نرى بعضنا البعض، ولا يلمس إحدانا الآخر، إلا أننا معاً، رفيقان يفهم إحداهما الآخر، وصديقان نشعر بكل ما فينا، نسقط أحزاننا ونبني أفراحنا معاً، نتجمل عندما نتفق ونصالح بعدما نتخاصم، لأننا قررنا أن نكون معاً، أجمل الأصدقاء وأصدق الرفقاء لأننا معاً.

عيناكِ شهوة ناظري، فيهما أسافر لمحلمة فينيقة، ترسم أسطورة المتعة الأزلية، وميضهما عصا الشيطان، تسقيني من عذب الشطآن، شقاوة المرح، عيناكِ موسيقى تحررت من الألحان، عزف نغمات الغرام، على أوتار قلبي، أشتاق لعيناكِ، وأنا أناظرهما، وأغار من رفرفة رموشكِ، فلا تبخلي بنظراتكِ لي، فأنا لا أرى الدنيا، إلا بمرآة عيناكِ

لا يليق بي التوهان بين الحروف، فأنا سيد الكلمات، لكنني أضع بين السطور بحور المعاني، لتغني جهلاً بلا خجل، وألماً بلا وجع، إنها شبح الخيال الساكن في معنى الحروف المخفية، تعاند من يقرأها، فلا هي لفظ ولا رسم، بل إيحاء حثّي، أبعثه لم يعاندني، لينجذب طوعاً للذة الكلمات.

أنا لست البطل المنتصر ولا العبد المنهزم، لا أفهم معنى الانتصار، لا أعرف شكل نهاية البطولة، غريب أن قمة الانتصار خاتمة البطولة، وما أصعب التفكير بالهزيمة، وأن تُباع حريتي بإرادتي، من يعلن لعنة البداية والنهاية، أنا تكوّنت بعد البداية، وأعرف أنني لا أحلم بالنهاية، أنا أناضل بضلالة العشق، وأكفر بالأماني، أنا شعلة إصرار، تضيء ظلمة نهاركم، أنا ثورة قررت أن تستمر.

حريتي حرارتي التي تأبى الجمود، حريق بخاصرة الوجود، دفاع الأنا الوحيد، ضد عناد الجليد، فهي رقص عزيمة الحدود، لا تسألني أن أعيد، أرفض أن أكون من العبيد، فأنا كنت حر وتحررت من جديد.

 

خالد غنام أبو عدنان

ولدت لاجئاً وأحيا مهاجراً

16/9/2017

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة