صدر حديثًا عن دار فضاءات للنشر والتوزيع كتاب الفلافلوجيا: الفلافل والقضية الفلسطينية للكاتب الفلسطيني الاسترالي خالد غنام “أبو عدنان”. وقد تم إقامة حفل توقيع الكتاب ضمن فعاليات معرض عمان للكتاب يوم ٢٤ سبتمبر ٢٠٢١.
الفلافلوجيا هو علم الفلافل الذي يدرس علاقة الفلافل بالقضية الفلسطينية من منظور علمي، في ظل الهجمة الصهيونية لسرقة التراث العربي الفلسطيني، ففي خارج الوطن العربي يتم الترويج أن الفلافل منتج “إسرائيلي” تم ابتكاره فيها ونقله للدول الغربية، وكانت ردة الفعل العربية عاطفية وغير مقنعة للأجانب لذا كانت فكرة الفلافلوجيا.
إن كنا مقتنعين أن الفلافل هي أكلة تراثية عربية فلابد أن نقنع الآخرين بذلك، ويكون ذلك بالبحث العلمي بعيدًا عن العاطفة الشعبية والردح السياسي، ففي البداية لابد أن نعرف أننا بحاجة لابتكار علم جديد يقوم بإرساء قاعدة أساس للدفاع عن سرقة التراث العربي الفلسطيني، وهذه القاعدة تعتمد على العلوم المتنوعة. فإن العلوم التشعبية هي أكثر العلوم رواجًا في العصر الحالي حيث يتم ابتكار علم جديد يكون عبارة عن رابط بين مجموعة علوم قديمة لإنتاج علم حديث، وهذا العلم جديد يقوم بتطوير ذاته اعتمادًا على جذوره بالعلوم القديمة، وهذا يعني أن الباحث لا يكون ملزمًا بدراسة كل العلوم القديمة، بل يدرس منها ما يساعده في عمله فقط.
علم الفلافل أو الفلافلوجيا، هو علم من ابتكار الكاتب وهذا هو الكتاب الأول في هذا العلم، حيث يقوم ببحث عن الفلافل بطريقة جديدة، مستخدمًا أسلوب التشبع بدراسة التفاصيل لبناء التكامل البيني بين الأجزاء المكونة للمنتج الحضاري مع إبقاء الترابط المتلازم للأرض والإنسان في فلسطين وقدرته على تحقيق الظروف الموضوعية لإنتاج الفلافل باعتباره منتجًا حضاريًّا خاصًا به.
ومنها نجد أن علم الفلافل يعود بنا إلى دراسة آثار فلسطين العتيقة تلك الخاصة بالزراعة وطرق الطهي، وربطها بالتقدم الحضاري في تلك الحقب الزمنية مما يجعل الانسان الفلسطيني مؤهل لانتاج الفلافل. كما أن كلمة الفلافل لا يمكن إلا أن تكون آرامية عربية وأن دراسة اللغات المجاورة تجعلنا نصل لطريق مسدودة من كثرة التزييف وعدم الموضوعية في التحليل اللغوي. وإذا ما درسنا مفهوم الأكل الشعبي، وهو علم آخذ بتشكل، وقمنا بدراسة الفلافل وتحوله لأكلة شعبية عالمية نستنتج أن الفلافل لا يمكن أن يكون إلا نتاج المنطقة العربية. وإذا ما نقبنا بتاريخ انتشار الفلافل بفلسطين والمنطقة العربية نجد أن الفلسطينيين قاموا بفتح مطاعم الفلافل في المدن الفلسطينية في عهد الانتداب البريطاني بفلسطين لحاجة العمال الفلسطينيين لوجبات سريعة، وأن الفلسطينيين قاموا بإنشاء أولى مطاعم الفلافل بالمنطقة العربية.



