قلق الصهيوني من ارتداء المتضامنين الغربيين للكوفية الفلسطينية

شارك البحث:

قلق الصهيوني من ارتداء المتضامنين الغربيين للكوفية الفلسطينية بحث وترجمة خالد غنام – استراليا الكوفية الفلسطينية أحد الرموز الهامة للنضال الفلسطيني، والتي انتشرت في جميع أنحاء العالم كجزء من التضامن مع الشعب الفلسطيني، وقد يعيد البعض استخدامها للثورة الكبرى في فلسطين (1936-1939)، إلا أن الفلسطينيين يعتبرون ارتداء الكوفية جزء التراث العربي يعود إلى العصر البرونزي ، فهي جزء من زي المحاريين الكنعانيين. منذ ذلك عهد اعتبرت رمز للوطنية الفلسطينية. ويعتبر الشهيد محمد جمجوم أول مناضل فلسطيني تم إعدامه وهو يرتدي الكوفية الفلسطينية، وكان ذلك يوم 17/6/1930. حيث قامت سلطات الانتداب البريطاني المناضلين بإعدام الثلاثة شهداء هم: محمد جمجوم، وفؤاد حجازي، وعطا الزير. وبعد ذلك التاريخ أصبحت رمزاً للنضال الفلسطيني، خصوصاً عندما أعلن جيش الانتداب البريطاني أنه سوف يعتقل أي شخص يرتدي الكوفية أثناء الثورة الكبرى (1936-1939). وفي الثورة الفلسطينية معاصرة تم اعتبار الكوفية رمز للثوار وكان الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات يرتديها بشكل مستمر، وكذلك فعل العديد من الثوار أمثال ليلى خالد والثائر الإيطالي “فرانكو فونتال”، انتهاءً عماد عقل ويحيى عياش والآن أبو عبيدة وأبو حمزة. مما يجعل الكوفية من الرموز الوطنية النضالية التي تجمع عليها فصائل المقاومة الفلسطينية وعموم الشعب الفلسطيني، مما جعل المتضامنين مع الشعب الفلسطيني يرتدونها في كل دول العالم، حتى أصبح ارتداؤها يعني التضامن مع الشعب الفلسطيني. وهذا الأمر أثار مخاوف الحركة الصهيونية التي كانت تروج إلى أن الكوفية هي رمز للإرهاب الفلسطيني. إلا بعض الصهاينة حاولوا أن يلعبوا لعبة قذرة بأن يعتبروا الكوفية جزء من التراث الإسرائيلي، وأن أصلها يعود إلى تليت أو الطليس الذي يرتديه اليهود أثناء الصلاة. هذا وقد نشرت ريما شري بجريدة «القدس العربي»: إسرائيل تقوم بعمليات سرقة التراث الفلسطيني والتزين به وتجييره لمصالحها الاقتصادية والثقافية وتسويقه على أنه إسرائيلي. وتمثلت آخر ممارسات السطو على الملكية التراثية لفلسطين هذا الأسبوع (24/10/2015) عندما ظهرت عارضات أزياء إسرائيليات خلال «أسبوع تل أبيب للموضة» وهن يرتدين الكوفية الفلسطينية باللونين الأبيض والأحمر، وأخرى بالأسود والأبيض بحجة أنها «خطوة نحو التعايش» بين الفلسطينيين والإسرائيليين، حسبما جاء على لسان المصمم القائم على العمل يارون مينكوفسكي. عام 2006 صورة لفتاة إسرائيلية ترتدي كوفية للمصمم الإسرائيلي «موشيه هاريل» الذي قام بتقليد الكوفية الفلسطينية بعدما غير لونها للأزرق والأبيض وصمم تطريزها على شكل نجمة داوود في محاولة جديدة لسرقة التراث الفلسطيني. إلا هذه الخطة الفاشلة لم تلق أي تقبل لها من أنصار الصهيونية، وقالوا أن الكوفية مهما كانت ألوانها فهي تذكرهم بالإرهابيين وقتلة الإسرائيليين. من جانب واصل المتضامنين مع الشعب الفلسطيني ارتداء الكوفية تعبيراً عن التضامن مع الشعب الفلسطيني، بل أن ارتداء الكوفية أصبح سمة جامعة للمتضامنين مع الشعب الفلسطيني على اختلاف انتماءاتهم الدينية والسياسية وفئاتهم العمرية. وفي أثناء العدوان الإسرائيلي على غزة الذي بدأ يوم 8 أكتوبر 2023 ومازال مستمراً لأكثر من 70 يوماً أصبح ارتداء الكوفية بشكل يومي بالدول الغربية جزء من حملة أوقفوا إطلاق النار الفوري والدائم، وهذا الانتشار الكثيف للكوفية أصبح مصدر قلق لدى الحركة الصهيونية، التي اعتبرت أن ارتداء الكوفية جزء من معاداة السامية ودعم الإرهاب. مما أثار جدال واسع حول حرية التعبير وحرية ارتداء الشعارات للتضامن مع الشعوب المقهورة ومنع انتشار الحروب وقتل المدنيين. التعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني في استراليا ليس ممنوعاً ضمن قوانين حرية التعبير عن الرأي، ألا أن هذه الحرية تم تقييدها عند تم ارتداء الكوفية في المدارس من قبل بعض المعلمين المتضامين مع فلسطين. وأعرب المعلمين المتضامنين أنهم يتضامنوا مع المعلمين الفلسطينيين في غزة، وهذا أقل نوع من التضامن يمكن فعله مع زملاء المهنة الذين يتعرضون لخطر الحرب. تلى ذلك ارتداء عدد غير قليل من الطلبة الكوفية الفلسطينية، واعتبر الإعلام الصهيوني في استراليا أن هذا حدث بتحريض من المعلمين المتضامنين؛ إلا أن الكثير من الطلبة قالوا أنه لا يوجد معلم واحد في مدرستهم يرتدي الكوفية. وذهب الطلبة إلى أبعد من هذا وأقاموا مظاهرات بوسط مدن سدني وملبورن أثناء وقت الدوام المدرسي. من جانبها صرّحت وزارة التعليم الأسترالي بأن المدارس لابد أن تبقى بعيدة عن التوترات السياسية، وأنها لا تستطيع منع المعلمين والطلبة من ارتداء الكوفية، لكنها لن تسمح بتعريض الطلبة اليهود للخطر أو إشعارهم أنهم غير مرغوب بهم. إلا أن مسؤولي الحركة الصهيونية في استراليا صرّحوا بأن هذه القرارات معادية للسامية، وأن ارتداء الكوفية هو دعم للإرهاب، ولابد من توعية الطلبة بخطر دعم الإرهابيون، وذهبت تصريحات بعض الصهاينة الاستراليين لحد وصف المعلمين المتضامنين مع فلسطين، بأنهم يستغلون أوقات الدوام المدرسي لغسل أدغمة الطلبة بأفكار إرهابية. كما صرّح بعضهم أن المعلمين مقصرين بعملهم وأن معدلات الطلبة الذين لا يتطورون في علوم بسيطة مثل الحساب والقراءة والكتابة. إلا أن مسؤولي اتحاد المعلمين أصر على حق المعلمين بالتعبير عن تضامنهم مع المعلمين الفلسطينيين في قطاع غزة بارتداء الكوفية، وأن هذا لا يخرق أي من قوانين العمل بالمدارس، وأن الطلبة يحق لهم ارتداء الكوفية وهي لا تدلل بالضرورة على دعم الإرهاب. وإن الكوفية رمز للتضامن مع الشعب الفلسطيني منذ زمن طويل، وهي لا تعد رمزاً دينياً ولا تعد رمزاً معادياً للسامية. بموضوع آخر حدث في عرض افتتاح مسرحية نورس البحر من انتاج شركة سدني للمسرح، حيث اختتم ثلاثة ممثلين العرض بالتلويح بالكوفية الفلسطينية، مما سبب فوضى في قاعة العرض، وخرج وسائل الإعلام بالتعليق على الكوفية الفلسطينية أكثر من التعليق على الأداء المسرحي للعرض الأول لمسرحية نورس البحر التي كان ينتظرها الاستراليون منذ أكثر من عام. لقد تسبب هذا الحدث باستقالة عدد من أعضاء مجلس إدارة شركة نورس البحر، وسحب العديد من المانحين الدعم للعرض المسرحي مما سبب بإلغاء عروض كانت مقررة للمسرحية خلال فترة الأعياد والشهور الأولى من العام القادم. كما تشكل ضغط كبير على الفنانين من قبل الإعلام الصهيوني الذي وصفهم بالداعمين للإرهاب والمعاديين للسامية. مما دفع الفنانون إلى تحدي كل الضغوط الصهيونية التي تحد من حرية التعبير، وأن الحروب في أوكرانيا والعراق وأفغانستان وفيتنام وغيرها من دول العالم. الكوفية في فرنسا مُنعت لأنها دليل على دعم الإرهاب، وفي ألمانيا اعتبرت دليل على معاداة السامية في بعض الحوادث، وفي بريطانيا تعتبر الكوفية على عدم الحياد السياسي.

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ابحاث ذات صلة