الوعي السياسي

شارك المقال:

مقال بعنوان: الوعي السياسي
إن الوعي السياسي مؤشر هام لتقييم درجة الفهم للحقيقة السياسية في الأحزاب السياسية وحركات التحرر، وهو مؤشر عام للحزب أو الحركة بمدى قدرتها على ترجمة الحقيقة السياسية لديها لعمل سياسي تنفيذي وميداني. وقبل أن نشرح هذا المفهوم لابد أن نستثني من تقييمنا كل أنصاف المثقفين مثل الوصوليين والانهزاميين والفوضويين وكما نستثني الرفاق المستقلين غير المنتمين لأحزاب سياسية.

يبدأ مؤشر الوعي السياسي ببناء تراكمي ويكون بدايته الانضباط بمسلكية الحركة ثم الالتزام بفكر الحركة فالتنظير السياسي وبعدها التحليل السياسي حتى نصل لمرحلة مفكر سياسي للحركة. وهي مراحل تراكمية تتركب فوق بعضها بالتتابع فلا يوجد محلل سياسي لا يعتبر منظر سياسي ولا يوجد ملتزم بفكر الحركة غير منضبط بمسلكية الحركة.

وحتى نوضح الصورة نذكر هذه التعريفات باختصار:-

الانضباط:- هو الانصياع للوائح ودستور الحركة وتقيد بقرارت الأطر العليا وتنفيذ أوامرها بدقة وعدم مناقشة القضايا الداخلية خارج الإطار وعدم اتخاذ قرارات فردية.

الالتزام:- هو ارتباط عضوي بالحركة وأهدافها ونظريتها وتقيد بموقفها السياسي وبرنامجها ومنهجها الأيديولوجي والحرص على الدفاع مواقفها وتعبئة الجماهير للالتفاف حول الخط السياسي للحركة.

 التنظير السياسي:- هي القدرة على تسويق الحقيقة السياسية للحركة وشرح مواقفها السياسية والتسلسل الحرفي لنقل القرار السياسية للأحزاب الأخرى والإعلام ومناظرة الأفكار المعادية للحزب أو الحركة.

التحليل السياسي:- هو القدرة على قراءة الواقع السياسي بالمجمل العام ورصد درجة التقارب مع الحلفاء للحركة ودرجة الانحراف مع الأصدقاء للحركة وكفاءة الفعل للسياسي للحركة مقارنة بالأفكار المعادية للحركة.

التفكير السياسي:- هي قدرة النخبة المفكرة بالحركة على إعداد دراسات فكرية نقدية لمجمل الحقيقة السياسية للحركة والعمل على وضع مقترحات وتوصيات لتصويب مسار الفعل السياسي لزيادة كفاءة في مقارعة العدو وتوسيع رقعة الحلفاء والأصدقاء وزيادة شعبية الجماهيرية للحركة وتطوير قواعد عملها التنظيمي.

الحقيقة السياسية:- هي كل فعل أو قول سياسي يصدر عن الحركة ويكون على رأسها القرارات الصادرة من الأطر العليا ثم توضيح القيادة لها عن طريق التصريح السياسي وكل قرار يتخذه قيادي بالحركة يتم المصداقة عليه أو نفيه بعد اجتماع الأطر العليا.

وثابت بالحقيقة السياسية يسمى الخط السياسي وبشمل منهاح عمل سياسي تقره المؤتمرات عادة وفيه يتم فصل برنامج العمل المرحلي عن الهدف الاستراتيجي وكذلك يتم فيه تحديد خطوط عامة لتعريف حلفاء وأصدقاء الحركة.

ومن كل ما سبق نرى ان الوعي السياسي لا يشترط تثقيف ذاتي بالمراحل الأولى بل انضباط ثم الالتزام وبعد ذلك تبدأ مراحل التثقيف السياسي، فالسياسة تدرج فتدرجوا وشكرا

خالد غنام أبو عدنان
ولدت لاجئاً واحيا مهاجراً

6

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة